السبت، 22 أغسطس 2009

بسم الله الرحمن الرحيم
في التكتلات وخطر الطبقية



قال تعالى من سورة عبس:﴿عَبَسَ وَتَوَلى. أن جاءَهُ الأعمى. وَما يُدْريكَ لَعَلَّهُ يَزّكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. فأنت لهُ تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأمّا من جاءك يسعى. وَهُوَ يخشى. فأنت عنه تلهى.﴾ إنَّ القاعدة الأساسية في عمل التكتلات السياسية المستهدفة تغيير المجتمعات الحرص الشديد من قبل قادة وزعماء كافة التكتلات على التركيز على كسب أصحاب النفوذ ومشاهير القوم وأصحاب التأثير في مجتمعاتهم ( الوجهاء ) لجسم تكتلاتهم، أو لكسب تأييدهم ونصرتهم لتكتلاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم. تلك هي القاعدة في كل التكتلات الذي ظهرت في الحقب التاريخية المتعاقبة على مر الأيام، لم يشذ عن ذلك إلا بعض التكتلات الباطنية التي قامت لأهداف آنية بعيدة عن غايات إحداث التأثير لانقلاب جذري في المجتمع. وسيبقى ذلك طريقاً وسبيلاً لكل تكتلات مستقبلية. وينبه هنا إلى أن ذلك ليس من لوازم طريقة التغيير الحصرية، بل هي رغبات مفضلة لدى أصحاب التكتلات للإسراع في بلوغ الغايات عن طريق أصحاب النفوذ والنصرة، حيث نصرتهم هي أقرب الطرق لذلك، فعن طريقهم في الأعم الأغلب تحدث النصرة، وبدونهم يكون العمل شاقــاً مُضنياً متعثر الخطى، غير مأمون الوصول بالسرعة المتوخاة.
لقد ركّز الرسول صلى الله عليه وسلم على كسب سادة القوم في مكة لتأييد دعوته ولحمل مبدأه ونصرة دعوته، فركز على الوليد بن ألمغيره وأمية بن خلف وأبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان وغيرهم من سادة القوم. وبعدها ركز على طلب النصرة والمنعة له ولدعوته من رؤساء القبائل من العرب من غير قريش كغطفان وثقيف وبني كندة وسليم وأخيراً يثرب. إلا أنه لم يحصر تركيزه عليهم فقط بل قد دعا عامة الناس من كل طبقات المجتمع وفي كل المواقع لاعتناق الفكر وحمل الدعوة. ومع أنه قد أفلح في اكتساب قلة من سادة المجتمع كعمر وأبي بكر وعثمان ومصعب، إلا أنّ الغالبية ممن أسلم في العهد المكي كان من المستضعفين بما في ذلك العبيد المسترقين. وذلك أمرٌ طبيعي وبديهي، فالحاجة للتغيير تقوى لدى المحرومين المستضعفين والمظلومين المضطهدين، وتقل وتضعف لدى السادة المترفين.
وتبين لنا سورة ( عبس ) كم كان تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم ولهفته على كسب سادة القوم وأصحاب الفعاليات والنصرة شديداً. لذا جاء لفت النظر والتوجيه من الله تعالى في تلك السورة للتشديد على حتمية عمومية الدعوة والطلب إلى العمل لكسب جميع الناس لجسم الدعوة بغض النظر عن المواقع، وعدم حصر الجهد لكسب طبقة أصحاب الشهرة والنفوذ على حساب إهمال أمر العامة من الناس، فإيجاد القاعدة الشعبية الصالحة للتغيير يكون عن طريق إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام لدى أفراد المجتمع عامة: سادتهم وعامتهم، مترفوهم ومستضعفوهم.
ومع أنه مع أن البديهي أن أصحاب النفوذ في المجتمع وسادته وكبراءه هم أسهل وأنجح في العمل لإحداث التغيير لأنَّ فيهم تكون النصرة ولأنهم هُم أهل المنعة والنصرة الحقيقية المانعة والفاعلة، إلا أن استعراض تاريخ حركات التغيير في العالم ترينا أن الثورات وحركات التغيير قد قادها وتزعمها أو في حالات أخرى كان وقودها وعناصر نجاحها ممن عانى من الحرمان والضياع والظلم والاضطهاد من الأمة وعامة الناس. ففي الثورة البلشفية عام 1918 كانت مراهنات البلاشفة على العمال والطبقات الكادحة، حيث استغلوا جوعهم وحرمانهم لتأجيج نار ثورتهم، فأججوا بهم وبأجسادهم نار الاضطرابات وباستغلال دمائهم واضراباتهم أقاموا دولتهم ودكوا حصون وقصور القياصرة الروس والقضاء على عائلة رومانوف. وقبلها الثورة الفرنسية كانت قد استغلت جوع الجياع وحرمان المحرومين لتأجيج نار الثورة وبالتالي إحداث التغيير. كما أنَّ كلُّ ثورات التغيير أو التحرر الأفريقية في القرن العشرين التي قامت في الكنغو والنيجر ونيجيريا وروديسيا وزنجبار وجنوبي أفريقيا كان وقودها المأجج أوار نارها عامة الشعب البسطاء. وفي القديم الغابر لم يتمكن " بروتس " من إحداث ثورته وانقلابه على " يوليوس قيصر " وقتله إلا بالاستعانة بعامة الشعب وبسطائه، وهم نفس الفئة الذين استغلهم خصوم بروتس السياسيين في الثورة المضادة التي قادوها ضده وبهم تمكنوا من بروتس وحركته.
كما أنّ بعض العملاء المستوزرون من صنائع الكافر المستعمر في العالم الإسلامي قد عمدوا لاستغلال القاعدة الشعبية باستمالة عامة الناس وضمهم في صفوف أحزابهم من أجل الضغط بواسطتهم لتحقيق مكاسب آنية لهم. كما حدث في مصر في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي ( القرن العشرين )، حيث قام الباشاوات الإقطاعيون أصحاب الطرابيش الحمراء بضم عامة الناس لحزب النحّاس وفؤاد سراج الدين ( حزب الوفد ) مستغلين إياهم كورقة ضغط فاعلة عند الملك والإنجليز لتحقيق مكاسبهم الشخصية عن طريق تحريك الشارع المصري بالمظاهرات وغيرها، في حين قامت زوجاتهم من خلال الهالة من الإعجاب والتأييد التي أحدثها ضم عامة طبقات الشعب لحزب أزواجهنَّ من استغلال ذلك لتمرير لمؤامرة " حركة تحرير المرأة " ولمساندة دعوات الناعق " قاسم أمين " والقيام بتحدي مشاعر المسلمين ودينهم بقيامهم بتمزيق الحجاب علناً في حشد شعبي آثم في ميدان الأزبكية بالقاهرة الذي استبدل باسم " ميدان التحرير " تخليداً لهذه المناسبة المجرمة من يومها وليومنا هذا..... كما أن عملاء الإنجليز في الأردن سليمان باشا النابلسي وعبد الحليم النمر قد لجئا في مرحلة معينة في أوائل الستينات بتوجيه من المخبرات الإنجليزية لتأسيس " الحزب العربي الاشتراكي" ذلك الحزب الذي أداره وأدار جريدتيه ( الميثاق والصريح ) من خلف ستار سكرتيرة الباشا اليهودية الإسرائيلية سارة عمرام (1) . وكان من المقاصد الخفية وراء تشكيل هذا الحزب تمكين وزارة الباشا من استغلال الشارع لتمرير مخططات رهيبة لصالح النظام الحاكم ولأسيادهم الكفار المستعرين بعد هالة من الشعبية الزائفة التي أحاطوها بذلك الزعيم المستوزر والتي منحته 59 صوتاً من مجموع أصوات نواب المجلس البالغة ستون صوتاً. وقد كشف نائب حزب التحرير في مجلس النواب الأردني عن منطقة طولكرم سماحة الشيخ أحمد الداعور ذلك المخطط الإجرامي الرهيب في جلسة الثقة لحكومة الباشا العميل حيث جاء في مقدمة كلمته: ( أتقدم إليكم ببياني هذا لأكشف البرقع الشفاف الذي يخفي سحنة الاستعمار في هذه الحكومة...) انتهى
ودعوة الإسلام في مكة رفضها وقاومها وحال دون اعتناقها سادة القوم من زعماء وقادة عشائر ومفكرين وأدباء وشعراء وحكماء وتجار وأصحاب النفوذ والتأثير وأصحاب رؤوس الأموال. واعتنقها وقاوم من أجلها وبذل الغالي والرخيص من أجلها أفراد من عامة الناس من المحرومين والمغمورين، ومع أنه كان من مشاهير المسلمين في الدعوة في العهد المكي تجار وقادة وزعماء وأدباء وأصحاب نفوذ وتأثير وأصحاب رؤوس أموال، إلا أن الغالبية العظمى من المسلمين كانت من عامة الناس البُسَطاء ومن المحرومين والعبيد، وبهؤلاء المضطهدين الحفاة العراة الجياع انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم ينشر دعوته ويقيم دولته في المدينة المنورة، لينطلق منها بهم لنشر الدعوة بالجهاد داكا الحصون والقلاع وفاتحاً الأمصار والبلاد فتحول العبيد والمحرومين إلى قادة وأسياد وأمراء.
وفي تكتل حزب التحرير العامل لاستئناف الحياة الإسلامية والذي قام في أوائل الخمسينيات من القرن المنصرم ركز قائد التكتل وخليتها الأولى على كسب أصحاب الفعاليات والتأثير من أدباء وعلماء وفقهاء ومفكرين وحملة شهادات جامعية وقادة مجتمع، وكسب العديد منهم، بل قد كانت الحلقة الأولى التي حملت الدعوة منهم، ومن تلك الحلقة الأولى انبثقت القيادة الأولى، إلا أنه نسأل الله له الرحمة لم ينس الركيزة الثابتة من غيرهم، فكان من مشاهير حملة الدعوة الأوائل تجار وعمال وصناع وأجراء، فكان منهم الجزار والبقال والفكهاني والاسكافي والفران والترزي والمزارع والطالب. فاختلط الجامعي الأزهري والمهندس والأمي الذي يمهر الوثائق ببصمة إبهامه في تكتل فريد لم يشهد التاريخ له مثيلا يعملون سويةً ويداً بِيَـدٍ لمحاولة تغيير الأوضاع بمحاولة دخول المجتمع وإحداث القاعدة الشعبية والرأي العام المنتج للتغيير بالفكر الذي حملوه وتبنوه، الفكر الذي جمع وساوى بين حامل الشهادة الجامعية والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وبين العالِـمُ والتاجر، وبين المهندس والعامل، وبين الأديب والطالب. لم يُفاضل بينهم لطبقاتهم المتغايرة، بل كانت المفاضلة بينهم على ضوء المتفاعل مع الدعوة أكثر كائناً من كانت طبقته، فتقدَّمَ أحياناً الطالب على الأديب، وتقدم في حالات أخرى الفران الأمي على العالِم......حتى الحلقة الأولى التي نشرت الدعوة والتي ضمت جمعاً خيّراً من أفاضل العلماء والمثقفين وحملة الشهادات الجامعية، ناء كاهل بعضهم وفترت همته ونكل عن مواصلة الطريق فتخلف وترك المسيرة، في حين استمر غيرهم في العمل بهمة ونشاط، منهم العمال والأميين والتجار والصُّناع استمروا في العمل سوياً مع إخوان لهم من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والمهندسين والوجهاء ورؤساء العائلات ومدراء الشركات والمؤسسات وأصحاب المصانع وضباط الجيش. والرابط الوحيد بينهم وهم يشكلون جميع ألوان طيف هذا المجتمع أنهم حملة دعوة وأنهم جميعاً وبلا استثناء مفكرون وسياسيون وأنهم النخبة الصالحة من الأمة لأنهم حملوا أرقى فكر منبثق عن المبدأ الوحيد الصالح للتغيير، وبهذا الفكر وبه وحده يعملون للتغيير وسيصلون للغاية إن شاء الله قريباً ويومئذ سيفرح المؤمنون.
أما حركة النكث التي استهدفت التكتل ووجوده وعملت جاهدة بتحريك خفي لهدمه وإلحاقه بالماضي، وكانت من أخطر المراحل في تاريخه، فقد قادها وأشعل أوار فتنها نفر من حملة الشهادات الجامعية والألقاب البراقة، جمح بهم الغرور حين ظنوا في أنفسهم القادة والسادة والطبقة التي يجب أن تقود وتأمر فتطاع، فانبرى لهم المخلصون من أفراد التكتل من كل الطبقات المشخصون بقوة فكرهم وسلامة عقيدتهم وتقواهم فوأدوا الفتنة في مهدها: فتنة أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، ليثبتوا أنّ الفكر هو الرابط الذي لا تنقصم عراه في التكتل مقروناً بالتقوى وإخلاص النية لله تعالى.
وفي الندوات والنقاشات ودروس المساجد والمحاضرات رأينا الغلبة والفوز للأمي السياسي حامل الفكر المستنير على العالِم حامل أرقى الشهادات الجامعية. فقد كان حمل للدعوة والدخول للمجتمع بالفكر الذي حملوه، كائناً من كان حامله، وربما كان حملة الدعوة من بٌسَطاء الناس أنشط وأقوى أثراً وتأثيراً في ذلك من المثقفين حملة الشهادات الجامعية، سواء منها الأكاديمية أو الشرعية أو الأدبية. فلم نحمل الدعوة أبداً ولم نصل لإحداث العملية الصهرية بالمثقفين أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، لا بل قد حملنا الدعوة بهم وبإخوانهم ممن يمهرون الوثائق ببصمة إبهامهم الأيسر من العمال والصناع من بُسَطاء الناس وعامتهم.ويجب التنبيه هنا أننا لم ولن ننشر الدعوة بين الناس ونكسبهم لها بطبقة أصحاب ربطات العنق حملـة الألقاب والشهادات الجامعية، وإن كان من الطبيعي والبديهي والضروري أن يكون في صفوفنا الكم الهائل من هؤلاء الناس بصفتهم من شرائح المجتمع، ولأنهم من أصحاب التأثير في أوساطهم وفي غير أوساطهم إن أحسنوا حمل الفكر وتفاعلوا معه وأخلصوا النية لله تعالى... كما أن التركيز عليهم دون غيرهم من طبقات المجتمع يفرغ العمل من محتواه ويغير مسار العمل حيث يركز على الطبقيــة الجوفـــاء والشعور بالرقي المظهري، وهذا الشعور هو - إن حصل لا سمح الله - أول طريق انهيار التكتل، لأنه يضعف حرص التكتل على كسب ثقة البسطاء من الأمة، ومتى تحول التكتل إلى تكتل عنوانـه وواجهته أصحاب الياقات المنشاة وربطات العنق متجاهلاً الذخيرة الهامة وهي بسطاء الناس المأهلون للتفاعل مع الفكر ونشر المبدأ فقد عمل على صرف الأمة عنه مما يُنتج انهياره، وبعدها يحتاج إلى جهود مضنية لمعاودة كسب ثقة الأمة وإقناعها للعمل معه.
وذلك بالتأكيد هو من مقاصد التحذير الوارد في كتاب التكتل الحزبي لحزب التحرير صفحة 53 حيث يقول: (وأمّا الخطر الطبقي فإنّه يتسرب إلى رجال الحزب، لا إلى الأمة. وذلك أنه حين يكون الحزب يمثل الأمة أو أكثريتها، تكون له مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس. وهذه قد تبعث في النفس غروراً، فيرى رجال الحزب أنهم أعلى من الأمة، وأن مهمتهم القيادة، ومهمة الأمة أن تكون مقودة. وحينئذ يترفعون على أفراد الأمة، أو على بعضهم، دون أن يحسبوا لذلك حساباً. وإذا تكرر ذلك صارت الأمة تشعر بأن الحزب طبقة أخرى غيرها، وصار الحزب كذلك يشعر بالطبقية. وهذا الشعور هو أول طريق انهيار الحزب، لأنه يضعف حرص الحزب على ثقة البسطاء من الجمهور، ويضعف ثقة الجمهور بالحزب، وحينئذ تبدأ الأمة تنصرف عن الحزب......)
انتهى
وأضيف على ما تقدم أن أخطر من ذلك هو أن يفقد الحزب ثقـة أفراده العاديين حين يرون أن حزبهم قد تحوَّل عنهم من حزب قوامه وذخيرته الفكر وحملتة إلى حزب الأطباء والمهندسين أصحاب ربطات العنق بدل أن يكون حزب الفكر ومن حمله كائناً من كان.
إن كل تكتل تمكن التكتل من كسب مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس، حيث يتوافد الناس على حضور مؤتمراته ومحاضراته بالآلاف المؤلفة، ويتلهفون على سماع آرائه السياسية فيما يستجد من أحداث تهمهم، وينظر الناس بإعجاب شديد لحسن ترتية شبابه وأدائهم في ذلك، وينظر الناس إلى تحركهم المنظم في المناسبات العامة وبأعداد هائلة نسبياً من شبابه أكثر مما ظنوا، وحين يرى الناس أنهم لسنا شرذمة صغيرة لا وَزنَ لها ولا يُحسب لها حساب كما يروج الخصوم ووسائل إعلامهم. في هذه المرحلة بالذات أعضاء هذا التكتل أحوج للتواضع وعدم الغرور. فمهما كثر عدد حملة الدعوة ومهما وصل ثقل التكتل في المجتمع، فإن هذا الصرح الشامخ ممكن أن ينهار إذا وصل إلى صفوف التكتل فيروس الغرور ومرض الطبقيـــة، وشعور شباب الدعوة بأنهم حزب أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق حملة الألقاب البراقة والشهادات الجامعية. لا الواقع أنهم حملة الإسلام فكرة وطريقة، يحرصون أن يكون فيهم العالِم والفقيه والمجتهد والمهندس ورجل الأعمال والأديب والحكيم والشاعر والمعلم والطبيب، ويحرصون بنفس القدر على أن يكون فيهم أيضاً وقبل ذلك القصاب والترزي والمزارع والفران والاسكافي والفكهاني والبقال وسائق الجرار وطالب العلم والتاجر وكل طبقات المجتمع، وبهم جميعاً في تكتــــل عنــــان فريـــد سنقيم دولة الخلافة الراشدة التي ستدك حصون الظالمين وتفتح البلاد أمام الدعوة إن شاء الله.
وبناء عليه فلا ضير أبداً أن يصل إلى المراكز القيادية والإدارية في التكتلات المستهدفة التغيير أقوى الأفراد لتحمل ذلك باعتبار التمكن الفكري والإداري فقط بغض النظر عن طبقاتهم، وأن يصل إليها أقوام من بُسطاء الناس وعامتهم، وأن تكون الأولوية في توكيل المهمات والأعمال الحزبية لجميع الأفراد من كل الطبقات من هذا المنطلق، فيفاضل في انتقاء الأفراد لهذه الأعمال بالصلاحية الفكرية والإدارية ليس إلا، وتعتبر عملية انتقاء الأفراد لتلك الأعمال والمهمات على أساس طبقـي كنوع من الغــرور القاتــل والانتحـــــــار الموصل للطبقيـــــة الجوفـاء الموصلة بالتأكيد للتصدع وبالتالي للانهيار والفشل.
وحتى نكون على بينة من الأمر وعواقبه المحتملة فإن من الخطورة المستقبلية للنظرة الطبقية تلك أنه إن وصل التكتل لقيادة الأمة برغم ما تقدم وبذلك الشعور من الطبقية الجوفاء في قياداته فسيكون وبالاً على الأمة التي سيقودها، إذ سيبرز الظلم وتتحول الدولة إلى دولة طبقات ومحاسيب وأتباع، مما يظهر الفساد بانعدام المساواة والعدل، ويتسبب ذلك ببروز الهوة السحيقة بين الحاكم والمحكوم، ويشعر الناس أن حكامهم ليسوا منهم مما يُضعف القاعدة الشعبية لهؤلاء الحكام عند الأمة، وهذا يعني الانحراف عن المبدأ والتخلي عن الفكر والمتبنيات، والتحول إلى المُلك العضوض.
على أن ذلك لا يعني أن يُهمل التركيز على حملة الشهادات والألقاب وعليَّـة القوم وأصحاب النفوذ والتأثير، والعكس هو الصحيح فكما ورد في بداية البحث يجب التركيز عليهم بصفتهم أفراد يعيشون في هذا المجتمع، كغيرهم من بقية طبقات الناس وبنفس القدر، ومحاولة كسبهم ما استطعنا لذلك سبيلنا استئناساً بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقيداً بطريقته وخط سيره، كما أنَّ بهـم ومعهم إن صلحوا وتفاعلوا مع الدعوة وأفكارها نختصر الطريق ونصل للغايات بأقصر الطرق وأسلمها إن شاء الله.
وكما مرّ سابقا حيث جاء فيه (وتعتبر عملية انتقاء الأفراد لتلك الأعمال والمهمات على أساس طبقـي كنوع من الغــرور القاتــل والانتحـــــــار الموصل للطبقيـــــة الجوفـاء الموصلة بالتأكيد للتصدع وبالتالي للانهيار والفشل. ) أرى في عملية الانتقاء تلك اقتراب من الخط الأحمر الذي من الخطر أن نقترب منه، وأنوه أنني في نصيحتي هذه لا أرغب لأن ألزم التكتلات عموماً بوجهة نظري في الموضوع، بل أرى تنبيه الجميع لرؤيتي في الموضوع وبحث إمكانية وجود خطر ما في مثل هذا التصرف من عدمه، خاصة وأن بعض التكتلات ( وخاصة الإصلاحية والأخلاقية والفردية النوعية ) يكون تكتلها أصلاً حول أسماء مشهورة وألقاب لا معة ، مما أوصل بعضها وقد انتهجت هذا النهج المنحرف لعبادة قادتهم من الأصنام البشرية، يبررون أخطائهم وأحياناً ضلالاتهم وانحرافاتهم ، ولا يتناهون عن منكر فعلوه، وعذرهم في ذلك كونهم قادة وكونهم من المشاهير، ناسين أو متناسين أن الوجاهة الحقة هي الوجاهة المبرأة للذمة ، والمقبولة عند رب العالمين يوم الحساب، أعاننا الله تعالى على الحساب ويومه .
فيا أصحاب التكتلات جميعا: انتبهوا لخطر الطبقية والمحسوبية في تكنلاتكم وأعملوا على افشال أي ظهور لهما في تكتلاتكم، ولتعلموا أنه لا يوجد تكتل محصن من شرورهما أبدا، فالحذر الحذر.
(1) أنظر كتاب ( إسرائيلية في المملكة الأردنية الهاشمية ) ، كاترينا الكسندروروفا - ساره عمرام - ، الطبعة الأولى 1979، طباعة دار النهضة.
المسلمون وتطبيق الاسلام

اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية أيها المضبوعون بأفكار الغرب الكافر
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية ولا تعينوا الكفرة على أمتكم.
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وأقرأوا التاريخ بتدبر وعقل نير.
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وذروا السذاجة والتفاهة والتبعية للغرب.
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وأعلموا أن تاريخ خلفائنا مشرق يفتخر به.
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وأنصفوا خلفاءاً حكموا بالعدل وان أخطأوا أحياناً
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وأنصفوا الفاتحين الحاملين لمشعل الهدايةا
تقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية المستمرة ثلاثة عشر قرناً كلها أمجاد
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية وأقلعوا عمات أنتم فيه من العمالة الفكرية
اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية ولا تكونوا عوناً للمجرمين أعداء الله .
انه من المصائب التي حلت بأمتنا الكريمة وجود نفر سذج من أبنائها رضوا على أنفسهم العمالة الفكرية للغرب الصليبي الكافر، منهم من باع نفسه للشيطان برضى وتصميم مسبق لتنفيذ مآرب آنية ، ومنهم من ابتلي بالضحالة الفكرية ومرض انفصام الشخصية فرضي لنفسه أن يكون بوق شر يستغله أعداء الله للنعيق ضد أهله وقومه و أمته وتاريخها وأمجادها لكي ينمي مركب النقص المستولي عليه مخلخلاً شخصيته الاسلامية ومذهباً تقواه ومذهباً لعنصر الخير في شخصيتهم ولكي يرضي غروره القاتل من أمثال كاتب هذا المقال، وما درى المساكين أنهم بتبجحهم المقيت هذا يدخلون في سخط الله وغضبه ويستحقون الشفقة والرثاء ، ولا نملك حيالهم الا محاولة ردهم لجادة الصواب والدعاء لله تعالى أن يمن عليهم بالهداية وعودة للفكر المتزن السليم.آن لهؤلاء النيام أن يستيقظوا على نداء الحقوآن لهؤلاء المرضى بالضحالة الفكرية والعمالة للغرب أن يتزن تفكيرهموآن لأصحاب النفوس المريضة أن تعالج نفسياتها الفاسدة بالاسلام.
لقد هُدمت الخلافة باستغلال بريطانيا الكافرة نفر من أبناء هذه الأمة رضوا لأنفسهم المهانة حين قبلوا أن يكونوا عملاء أعداء الله الكفرة فتآمروا على أمتهم وعلى خلافتها فباءوا بغضب من الله ولعنهم الله ورسله والملائكة والناس أجمعين، وكان الكفرة قد مهدوا لمصيبة هدم الخلافة زرع أفكار الكفر من وطنية وقومية واستقلال وغيرها من الشعارات الفاسدة المفسدة ، وقد برز في مجتمع الاسلام ناعقون بتلك الأفكار والشعارات من مثل عبد الرحمن الكواكبي وشريف مكة وأبناءة وغيرهم من عملاء الفكر الكافر.وتابعهم أعمى البصر والبصيرة طه حسين وأستاذه أحمد لطفي السيد وقاسم أمين وعلي عبد الرازق ونجيب محفوظ ورجاء النقاش ................. ولا زالت حلقات المسلسل المخزي مستمرة ومترابطة.في هذا المقال المنقول عن " شبكة فلسطين للحوار " يتهم كاتب المقال " مبضع الجراح " مجتمع الإسلام بجميع عصوره بالفشل السياسي، وتجربتنا مع هذا المدعي ليست الأولى، فمن متهم مجتمع الإسلام بالظلم ومن قاذف إياه بالضحالة الفكرية ، وغيرها ، وكلهم يصب في مجرى أنّ الإسلام لم يطبق كنظام حكم أو خلافة ألا في زمن الخلفاء الراشدون، ومن حاصر ذلك في زمن أبو بكر وعمر فقط، ولنأخذ هذا الموضوع كعينة ونتناوله نقداً ونقاشاً لنبين وجه الحق في ذلك:أما آن لنا أن نعترف ...

المسلمون على مر التاريخ ...فشلوا سياسياً
الكاتب :مبضع الجراح


يقول النبي صلى الله عليه وسلم(الحديث صحيح)الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون ملكاهذا الحديث كما هو واضح ينقض مقولة من يقول إن الخلافة ظللت المسلمين 13 قرناً...إنها كما يقول الحديث ثلاثون سنة فقطإنها تنقض من يفتخر بخلفاء أمية وبني العباس وبني عثمان...فهم لا يستحقون لقب خليفة أصلاً إنهم ملوك...إنها تعيب من جعل تاريخ الإسلام تاريخاً لخلفائه بدءاً من ابن كثير وانتهاء بحسن إبراهيم حسن..فالخلفاء كانوا بعيدين عن نهج الإسلام فكيف ينسب تاريخهم إلى الإسلام، ولماذا لا ننسب تاريخنا إلى المسلمين كشعب وهم الذين لم يتخلوا عن الإسلام كمنهج ثلاثة عشر قرناًلا اعتقد أن أحداً من القراء يخالفني حتى هذه النقطة.ولكن......ينادي البعض إلى العودة إلى الخلافة الراشدة بحذافيرها...بل وصل البعض إلى العودة إلى تفاصيلها العملية ،حيث يقول حزب التحرير مثلاً : علينا العودة إلى نظام الدواوين الراشدي ونظام الولايات الراشدي ونظام الخلافة مدى الحياة كما كان الراشدون.....إلخهنا أنا أتساءل:هل استطاع الخلفاء الراشدين الحفاظ على تجربة الشورى التي أرسوهاأم أنهم كانوا مثاليين في الطرح فاعتمدوا على النيات الحسنة فسقطت الخلافة كما يقول النبي بعد ثلاثين سنةهل كانت النهاية المأساوية لعثمان وعلي ا صدفة أم هي نتيجة طبيعية لأخطاء تكتيكية وقع بها الراشدون"طبعاً ليست أخطاء بالمعنى الشرعي لأن النبي يقول عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"هل يقتصر النجاح على مجرد التفوق أم أن النجاح الحقيقي هو المحافظة على هذا التفوقلماذا نقض الطامعون حكم الإسلام في ثلاثة عقود رغم أن الناس ظلوا يحتكمون إلى الإسلام ثلاثة عشر قرناًهل علنا العودة إلى جوهر الخلافة الراشدة أم إلى تفاصيلها؟ألم يقل صلى الله عليه وآله وصحبه:"لينتقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة‏"لماذا نُقضت عروة الحكم بهذه السرعةهل الظروف الموضوعية كانت أقوى من الإمكانات الذاتيةأم إن الخلل كان يكمن في المسلمينأم في طريقة تعاملهم مع الحكمألم يقل عمر عن أسلوب الانتخاب سقيفة بني ساعدة:"كانت فلتة لكن الله سلم"وهل تسليم الله للتجربة كان فلتة أيضاًإذا تحدثنا عن الاستفادة من مناهج أخرى –كالديمقراطية مثلاً تفتح علينا أبواب جهنم.... هل مناهجنا التاريخية تصلح للنجاح كما هي أم أن علينا العودة إلى الجوهر والاجتهاد في التفاصيلهل يحق للمسلمين أن يفتخروا بتجربتهم السياسية التي لم تستمر إلا ثلاثة عقودهذه مجرد تساؤلات فشاركونا الإجابةوأرجو ألا يفهم أحد أنني أتطاول على مقام الخلفاء الراشدين فو لله لموطئ وطؤوه في سبيل الله خير من ملء الأرض منيولكن ...."كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام"

منقول : شبكة فلسطين للحوارhttp://www.palestinianforum.net/forum/showthread.php?t=80614

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

قراصنة التكتلات السياسية

في كلّ التكتلات السياسية على الاطلاق حاول قراصنة الوصول لدفة السفينة لتغيير المسار، فمنهم من تمكن من ذلك ووصل للقيادة وأغرق الربان والقبطان وحل محلهم مغيرا خط السير وموصلا السفينة بالاتجاه المضاد إن لم يتمكن من اغراقها، لم يسلم من تلك المحاولات تكتل على الاطلاق مع الفارق، ففي التكتلات المحصنة من مؤمرات وهجمات القراصنة تمكن بعض القراصنة من الوصول لظهر السفينة بليل حالك وأختفى بين الملاحين والربابنه وأخفى وجهه البشع ببرقع شفاف يكشفه صاحب المهارة والفراسة فقط ، وقد يتمكن القرصان من الاستتار من فراسة الربان ومهارته بالدجل والزيف ووسائل الاحتيال واصطناع التقوى ةوالاخلاص، ومع أنّ انكشاف أمره محقق بالنهاية، فالخوف أن لا يتم ذلك إلا بعد أن يعمل الخراب في السفينة مما يكلف أصحابها الثمن الباهظ، لذا وجب على أصحاب التكتلات الحذر الشديد في انتقاء الأفراد والمسؤلين على حد السواءـ فلا يكفي الاخلاص دون كياسة وحذر وأن لا ينتظروا الاصلاح بعد خراب البصرة كما يقولون، فيعيدون النظر ثم يعيدونه ثم يعيدونه فحصا بمهارة وكياسة وحذر شديدين، وأول ما يتسلل القراصنة في تلك التكتلات الجمعية الغير متكتلة حول فكرة متبناه بل حول أشخاص ورموز ، وأقل حظوظ القراصنة مع امكانيتها يكون في التكتلات السياسية المتكتلة حول فكرة لا حول أفراد فتلك التكتلات تحتاج لإنتباه وحذر شديدين من تسلل أصحاب المصالح لصفوفها، وبما أن منع وصولهم متعذر فمنع وصولهم للمناصب ضرورة لا بدّ منها خاصة وأنّ ضرر تسلل قرصان لعضوية التكتل هو خطر جزئي لا يكاد يلمس أو يأثر التأثير السلبي المحتوي الخطر.......أمّا إن كان التسلل محكم الخيوط والأطراف وأستطاع القرصان الوصول لمراكز حساسة أو قيادية أو لها تأثير في المجتمع فهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي قد يأثر في ايجاد تفسخ وتشرذم في التكتل ، خاصة وإن تمكن بذكائه وحنكته ودهائه كسب أتباع ومحاسيب من الأفراد يسبحون بحمده ويأتمرون بأمره فكون طبقية مقيته داخل التكتل تبث سمومها فتفعل الأفاعيل ، وهنا فلا بد من عمل واع وسريع يستأصل هذا الورم السرطاني القاتل متضمنا القرصان وكل من شايعه وأتمر بأمره ودخل في طبقيته البغيضة، مع مراعاة الحكمة البالغة في اجتثاث جذور تلك الطبقية وآثارها وما نتج عنها وفي التمهل في البتر السريع كل المخاطرة والمخاطر
الربان والقرصان في الحكم والتكتلات السياسية


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ () وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ () وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ () يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ()
عندما يُظهر الحاكم أو القائد عمالته لأعداء أمتهم وطارد الشرفاء من رعيته فهو قرصان وليس ربان أو قبطان.عندما يتحول المناضل لحارس يحرس أمن أعداء أمته فهو قرصان وليس ربان أو قبطان.عندما يفتح الحاكم بلاده بأرضها وسمائها ومياهها قواعد للكافر المستعمر ينطلق من خلالها لقتل واذلال المسلمين فهو قرصان وليس ربان أو قبطان.عندما يرسخ القائد موجبات الطبقية البغيضة في التكتل أو أي من شبيهاتها فهو قرصان وليس ربان أو قبطانوعندما يُسرُّ القائد والرئيس بتكتل الأفراد حول شخصه والتسبيح بحمده فهو قرصان من أصحاب الطبقية المقيتة وليس ربان أو قبطانوعندما يتحول المسئول لهدهد أو طاووس معجب بنفسه مختالا متغطرسا فهو قرصان من أصحاب الطبقية الجوفاء وليس ربان أو قبطانوعندما يظلم القائد الأفراد ويبطش بهم ويتجبر ولا يخاف الله فيهم فهو قرصان وليس ربان أو قبطانوعندما يتخذ القائد والأمير والرئيس لنفسه بطانة سوء فيقرب من مجلسه الأشرار ويمنع منه أخيار فهو من أصحاب الطبقية قرصان وليس ربان أو قبطانوعندما يصد أمير القوم الأفراد عن واجب المحاسبة فيمنع إنكار المنكر فهو قرصان وليس ربان أو قبطانوعندما ينتهج القائد الكذب واللف والدوران أسلوبا له فهو قرصان وليس ربان أو قبطانوعندما يتطاول القائد على أخوته في التكتل أو الحياة العامة فيحقرهم أو يسفه عليهم فلا يحترم منزلتهم فهو قرصان وليس ربان أو قبطان.وعندما يخفض القائد جناحه لمن ترأسهم من المسلمين، فيعطف عليهم ويوقرهم ويحترمهم ، ويشجعهم على واجب المحاسبة وانكار المنكر فهو الربان والقبطان والراعي والأمين فسلام عليه وروح وريحان وجنة نعيميَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {} قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {} يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {} إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {}
القرصان يُغرق السفينة أو يجنح بها، والربان يوصلها لشاطيء السلامةفنرفض القراصنة ونرحب بأمير عادل تقي يقود السفينة لشاطيء السلامةوسلام على أمراء حزب التحرير الثلاثة فهم نعم الأمراء والقادة والرواداللهم حقق آمالنا بوصول سفينتنا لشاطيء السلامة بقيادة أميرنا حفظه اللهاللهم أرحم الأمير المؤسس وخليفته الأمير الثاني وكل من سار مترسما خطاهماللهم آمين آمين آمين

خاطرة
الأمة لن تسامح كل خائن باع أمته للشيطان
الأمة ستحاسب كل مسؤل عن تأخر نهضتها
الأمة ستنتقم من حكامها أصحاب العروش
الأمة لم تنسى ولن تنسى ولن تسامح كل من أعان أعدائها
الأمة لن تصفح عن أي قرصان منافق تلاعب بمصيرها
الأمة لن تغفر لكل هدهد أو طاووس احتال عليها وبغى وتغطرس
الأمة ستحاسب كل من بذر بذور الشر في جسم تكتلاته
االأمة لن تغفر لمن غذى سرطان الطبقية في فيها جزئيا أو كليا
الأمة تصبر على الأذى والويل لأعدائها ساعة الانتقام
ما هي الشرعية الدولية ؟


بهدف فهم واقع " منظمة الأمم المتحدة " ومنظماتها وهيئاتها ومجالسها المتفرعة، وقوانينها وقراراتها التي أخذت أسماء "القانون الدولي" و " الشرعية الدولية"، التي يتحاكم إليها حكامنا وتتحكم في رقابهم ومصائرهم وفي رقاب ومصائر شعوبهم قراراتها، والتي تأسست عام 1945م.، على أنقاض سابقتها " عصبة ألأمم المتحدة ". أنها استمرار لما يسمى " الأسرة الدولية النصرانية " و " القانون الدولي " التي انبثقت عن " مؤتمر وست باليا " الذي عقدته بعض الدول النصرانية في غرب أوروبا عام 1648. ( فأساس نشأة القانون الدولي أن الدول الأوروبية النصرانية في أوروبا تجمعت على أساس الرابطة النصرانية من أجل الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، فأدى ذلك لما يسمى بالأسرة الدولية النصرانية، واتفقت على قواعد فيما بينها، منها التساوي بين أفراد هذه الدول بالحقوق، ومنها أن لهذه الدول نفس المباديء والمثل المشتركة، ومنها أن جميع هذه الدول تسلم للبابا الكاثوليكي بالسلطة الروحية العليا على اختلاف مذاهبها، فكانت هذه القواعد نواة القانون الدولي.) إلا أن اجتماع الدول النصرانية بقي بلا تأثير لطغيان نظام الإقطاع وتسلط الكنيسة على الدول، وفي صراع تلك الدول مع تلك المعوقات نتج عنه زوال نظام الاقطاع وازالة سلطة الكنيسة عن الشؤون الداخلية والخارجية للدولة مع بقائها نصرانية، ( وقد أدى هذا إلى وجود دول قوية في أوروبا، ولكنها لم تستطيع مع ذلك الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، وظل الحال كذلك حتى منتصف القرن السابع عشر أي حتى سنة 1648م.، وفي هذه السنة عقدت الدول الأوروبية النصرانية مؤتمرا هو مؤتمر وستفاليا. وفي هذا المؤتمر وضعت القواعد الثابتة لتنظيم العلاقات بين الدول الأوروبية النصرانية، ونظمت أسرة الدول النصرانية في مقابل الدولة الإسلامية، فقد وضع المؤتمر القواعد التقليدية لما يسمى بالقانون الدولي، ولكنه لم يكن قانونا دوليا عاما وإنما كان قانونا دوليا للدول الأوروبية النصرانية ليس غير، ويحظر على الدولة الإسلامية الدخول في الأسرة الدولية، أو انطباق القانون الدولي عليها، ومن ذلك التاريخ وُجد ما يسمى بالجماعة الدولية، وكانت تتكون من الدول ألأوروبية النصرانية جميعا بلا تمييز بين الدول الملكية والدول الجمهورية أو بين الدول الكاثوليكية والدول البروتوستانية. ) الا أنها كانت أول الأمر قاصرة على دول غرب أوروبا فقط وهي الدول المجتمعة في المؤتمر، وفيما بعد انضمت إليها سائر الدول ألأوروبية النصرانية، ثم شملت الدول النصرانية غير الأوروبية، ولكنها ظلت محرمة على الدولة الإسلامية إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث أًصبحت الدولة الإسلامية في حالة هزال وضعف حيث سميت بالرجل المريض. ( وحينئذ طلبت الدولة العثمانية الدخول في الأسرة الدولية فرفض طلبها، ثم ألحت بذلك إلحاحا شديداً فاشترط عليها شوطا قاسية، منها عدم تحكيم الإسلام في علاقاتها الدولية، ومنها إدخال بعض القوانين الأوروبية، فقبلت الدولة العثمانية هذه الشروط، وخضعت لها، وبعد قبولها أن تتخلى عن كونها دولة إسلامية في العلاقات الدولية قبل طلبها، وأدخلت الأسرة الدولية 1856 ميلادية، ثم بعد ذلك أدخلت دول أخرى غير نصرانية كاليابان.) ولذلك يعتبر مؤتمر وستفاليا هو الذي نظم القواعد التقليدية للقانون الدولي. وبناء على قواعده هذه وجدت الأعمال السياسية بشكل متميز ووجدت الأعمال الدولية الجماعية. ووضعت قوانين وتشريعات لهم تناسب الغاية والهدف. وان وُسِعَت بعد ذلك" الأسرة الدولية النصرانية " لتصبح "ألأسرة الدولية "، لكي تتحكم النصرانية بمصائر جميع الدول غير النصرانية، فضمت دول العالم الأخرى تحت لوائها بعد هدم دولة الخلافة، إلا أنها لم تسمح بأن يخرج " القانون الدولي " وقرارات المنظمة ومجلس ألأمن عن قانون " الأسرة الدولية النصرانية " لذا فقد كرست الصلاحية في القول الفصل في القرارات للدول العظمى " أصحاب حق النقض الخمسة Veto " داخل " مجلس الأمن ألدولي"، أما الأعضاء العشرة الآخرين، فلإعطاء وَهْم الدولية على هذا المجلس، علما أن لا سلطان لهم على إصدار القرارات حتى لو أجمع مجموعهم، حيث يحق لعضو واحد من الأعضاء الخمسة نقض هذا الإجماع باستعماله حقه المشروع وهو " الفيتو Veto " أي أن واقع بقية ألأعضاء أنهم " شهود زور".وعندما اجتاح جيش العراق الكويت وأزال تلك الدويلة من الوجود بتاريخ 02/08/1990 ، جُنّ جنون كل الحكام العرب وشهداء الزور من السفهاء مشايخ السلاطين، لأن في عمله اعتداء على استقلال دولة قامت بناء على خريطة سيكس بيكو، وكان مبرر الغزو المعلن أن الكويت ذات المساحة البالغة 18000 كلم2 كانت قبل تقسيم الإنجليز للمنطقة قائممقامية تابعة لولاية البصرة العراقية في تقسيمات دولة الخلافة العثمانية، وبناء على اعتداء العراق على استقلال دويلة قائمة بموجب دستور سيكس بيكو فقد جَرّت أمريكا جيوشها وآلات حربها الجهنمية في غزو صليبي غاشم ( أسموه: عاصفة الصحراء بتاريخ: 17/01/1991م.) استهدف تدمير العراق والاستيلاء على موارده بحجة تحرير الكويت، يساندها ويشاركها كل دول العالم بما فيهم حكام المسلمين عربا وعجما، بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 29/11/1990م. . وبعد أن تم لهم احتلال العراق الذي سحب جيشه من الكويت بتاريخ 25/02/1991 تعرض هذا البلد وأهله للإبادة الشاملة وتدمير المباني وخنق الاقتصاد وإهلاك الحرث والنسل، ومن سنة 1992 حتى اليوم حيث بدأ الهجوم الثاني عليه بالغارات الجوية المدمرة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تحت غطاء مجلس الأمن، وتحت سمع ونظر ومباركة كل دول العالم بما فيهم حكام المسلمين عربا وعجما، وفرض عليه الحصار الشامل والتحكم في صادراته ووارداته ( قانون النفط مقابل الغذاء)، ودمرت أسلحته بيده وبيد الكفار، وفرضت الجاسوسية والإهانة عليه بحجة التفتيش على سلاح الدمار الشامل الذي يملكه، فعانى هذا الشعب المسلم من الأهوال التي لم تعانِ منها أمة على الإطلاق، وما زال. ورد في كتاب " أضواء على العلاقات الدولية والنظام الدولي ": ( ولما قام العراق باحتلال الكويت في 2 آب سنة 1990، وجد بوش فرصته، فحشد العديد من دول العالم بما فيها الدول الأوروبية والاتحاد السوفييتي في تجمع سماه حلفاً يمثل الشرعية الدولية. قام بوش باستعادة الكويت تحت غطاء الشرعية الدولية، ثم تجاوزها ليضرب العراق باستعراض للعضلات لم يسبق له مثيل. تصرّف وكأنه آيزنهاور يقود قوات الحلفاء لتحرير فرنسا من ألمانيا النازية، وحقق مظهر قيادة العالم ومظهر زعامته له. وبعد أن حقق النصر على العراق مع نهاية شهر شباط 1991، بشّر بوش في 6 آذار، وفي معرض الفخر، بميلاد نظام عالمي جديد............ تمخضت حرب الخليج عن وضع المنطقة عملياً تحت المظلة الأمريكية، ووفرت للولايات المتحدة آلية للنفاذ إليها متى شاءت وأنى شاءت ولكن دون أن تتمكن من أخذ دولها، وأوجدت فورة آنية في الشعب الأمريكي. لكن تلك الفورة ما لبثت أن توارت خلف سحب الذاكرة مما أدى إلى فشل بوش وشعاره المنادي بالتركيز على المسرح الخارجي، وفاز كلينتون وشعاره المنادي بالتركيز على المسرح الداخلي........... وقبل أن يخلي بوش البيت الأبيض، عمد إلى إضافة مغامرة خارجية جديدة إلى مغامراته السابقة، فدفع بالقوات الأميركية إلى الصومال في عملية أطلق عليها " إعادة الأمل ". وقد قصد من تلك العملية أن يضيف مجداً جديداً لأمجاده، وأن يجعل من التدخل الخارجي لقضايا إنسانية اداة من أدوات السياسة الخارجية ألأمريكية؛ كما هو الحال في حقوق الإنسان. ولكن بوش اضطر أمام اصرار الدول ألأخرى لأن يجعل التدخل باسم ألأمم المتحدة وتحت علمها إلى جانب قوات من دول أخرى عديدة ممال أضعف من قدرة الولايات المتحدة على المناورة، ودفع بعمليتها على طريق الفشل.) وتسابق سفهاء المسلمين من الحكام ومشايخ السلطان جُند إبليس لتبرير اشتراكهم المباشر في الغزو الصليبي بالمال والرجال أن العراق اعتدى على دولة قائمة بموجب الاتفاقات والقوانين الدولية ودستور سيكس بيكو مخالفاَ بذلك الشرعية الدولية شريعة الكفر، شريعة الكاوبوي، فالواجب عندهم التحاكم للطاغوت وقوانينه لا شرع الله، وقد صُعق الناس حين سماعهم الفتاوى الباطلة ممن كانوا يظنون فيهم الخير والصلاح ممن كانوا يعتبرونهم من العلماء من أمثال محمد متولي شعراوي ومحمد حسين هيكل وخالد محمد خالد وشيخ الأزهر ومفتي مصر والشيوخ الوهابيين النجديين وغيرهم
. وفي ذلك يقول الشيخ بن لادن في خطبة عيد الأضحى 1423 هـ: ( قال تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم. وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمان دولة ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يُحَرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام في الشهر الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم . وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته كما أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين فأمر علمائه فأصدروا الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتاوى المداهنة.) وللبيان ولسهولة الربط، فقد أتى غزو الكويت وإزالة دويلته وما أعقبه مما نتحدث عنه بعد حرب دامية حصدت ملايين المسلمين وأهلكت مواردهم وممتلكاتهم في معركة الثماني سنوات الغاشمة بين نظامي الحكم الكافرين في العراق وإيران، والتي بدأت سنة 1980 ووضعت أوزارها مخلفة الكوارث والمصائب التي لا يزال يعاني منها المسلمون حتى اليوم بتاريخ 08.08.1988 .خلافاَ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا ترجعوا بعدي كفاراَ، يضرب بعضكم رقاب بعض.)

الأحد، 16 أغسطس 2009

اللهم قد عمّ البلاءولنا فيك الر جاء




اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطاعلي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت لهالسموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.

بلاء يتبعه بلاء وبلاء، ولن ينقطع منا فيك الرجاء.
قتلوا فينا المروءة، وذبحوا بيننا الفضيلة وعمت فينا الرذيلة .
في يوم النحر نحروا طاغية بغداد ليوصلونا الرسالة وليذكرونا بهواننا وقد ذبحونا من الوريد إلى الوريد قبل يوم النحر وقد حشروا الناس ضحى.
سمموا مختار عبلين بحقنة السم الزعاف، وكانوا قد سممونا بفكر وضيع ومبدأ لعين.
الرائد ترك الريادة، والقائد ترك القيادة، والربان أغرق السفينة.
الحاكم ظالم والواعظ منافق وتصدر الرويبضة المجالس.
باعونا في سوق النخاسة، وخانوا ديننا وباعوا أرضنا ، ولكن بعد هدم دولتنا.
هدموها بنعرات القومية والوطنية وبتصدر السفهاء المنابر وبالناعقين بأغنيات وشعارات ظاهرها فيها الرحمة وباطنها هي السم الزعاف
منع الحكماء من منابر المساجد ليتسلمها شيوخ السلاطين أصحاب الردة.
باعوا البلاد والعباد وأدروا لدين الله ظهور هم.
تحول إبن المجاهد وأخو الشهيد لحراس على الاحتلال الغاشم وعملاء له فكبتوا العباد واستشرى الفساد.
و لكن هل أنعدم فينا الرجاء؟
مات الشيخ المجدد للفكر المستنير رحمه الله وتبعه زلوم وطهبوب وعيد ويعقوب.
افتقدنا الداعور أحمد وانكار منكر الحكام والبدري عبد العزيز وأحاديثه عن الحكام والعلماء.
والسباتين يوسف وكتبه القيمه ومحمد موسى وكتبه السياسية
ومع كل هذا وذاك ........أستاذنا ألقلققيلي أبا إياس يثقف ويعلم ولأحوال السياسة يحلل
أبن عنجرة يحمل الدعوة ويتحدى بها
أخونا الصفافي المقد سي تراب ينتظر الشهادة على أبواب روما
وأم سدين وأم أريم وأم نجوان وأم أحمد والر اجية رحمة ربها يجتهدون في تثيقيف القانتات النظام الاجتماعي وأحكام الملكية وحرمة الحريات والديموقراطية
والبكري عبد الحكم يستظهر الألفية ومحمد خليفة يعلمنا ثالث الشخصية
و الجعبري د.ماهر يكشف لنا مؤ امرات الحكام العملا ء
وا لعابد سيف الدين بُحَ صوته وهو يُحذر ويحلل ويُفسر
وجمال بن حسني أفرد للقرآن مجموعه
وأمين شنار عاش وحيداَ ومات وحيداً وسيبعث ما شاء الله على الحنيفية السمحاء ولا نزكي على الله أحداً
والمستعين بالله يذكر نا بعهد قضى وانقضى بذنب من خان ومن أهملا.
وأحباب الله يسجل لنا طالب عوض الله بزوغ فجر من المسجد الأقصى معلنا قيام حزبهم
والمحتسب صالح ينتظر مقعد على الكرسي أن تكتحل عينه بخلافة راشدة نصف قرن عمل وسعى لها.
وصاحب السيف يبكي شهيدا استبيح ثر اهُ ويرجم شيوخ السلطان أصحاب الفتاوى السلطانية العصرية
ورايات العُقاب سئمت رفعها في المناسبات وللزينات وتاقت لرفعها فوق الخيول وهامات الرجال في الجهاد.
وحامل المشعل نبذ دعوة حل الاسلام وأحلّ محلهاأحكام الديموقراطية.
والفضائيات تقدم لنا الساقطات ور ذائلهم و مشايخ السوء والطالح من فتاويهم
القاضي ظالم، والحاكم فاجر، والشعب يرقص ويغني ويصفق.
الثكالى تنتحب، والأيتام يبحثون عن آبائهم، وأعراضنا تستباح في وضح النهار وفي أيام وليلي رمضان وفي ليلة هي خير من أهل شهر .
وفي البلد المبارك ما حوله تنتهك الحرمات ويمنع القانت والعابد من شد الرحال لأول المساجد
في البلد التعيس أهله تسيل دماء وحرب أهلية وحصار وبؤس وتنفيذ لسايكس بيكو وحدود الحارات والمخترات.
وهنا وهناك سلطة قمع وكبت وسجون ومخابراتليس في واق الواق بل في العالم الاسلامي
أي بلاء هذا ؟ وأي مصيبة نحن بها يا تراب ؟
استنبدلنا الأمين بالخائن، والصادق بالكاذب. وكثر فينا النفاق. تركنا السفور بالحق لسفور بالكفر والرذيلة والزندقة.
تركنا السفور بالحق واستقبحنا القيام به، وأدخلنا أصحابها في المعتقلات والسجون بل في قمقم العفريت خادم الخاتم المسحور
.قتلنا الكلمة قبل أن تخرج وترى النور وسفهنا قائلها.
بحت الحناجر ولم يعد الترمايسين لها بلسم وعلاج.
استشرى المرض الجميل الاسم ولم يفلح الأونسولين كعلاج.
تجرعنا البراثيون والفوليدول حتى الثمالة وبقينا أحياء ولكن في حكم الأموات .
أستيئسنا ونجهش بالبكاء

أستيئسنا ونجهش بالبكاء
إستيئسنا ونجهش بالبكاء
نعم نبكي يا مولاي
استيئسنا ولكن لم نُحْبَطْ يا مولا ي
ولم يبقى لنا إلا وعدك الحق
فأنجز اللهم وعدك الحق ولا تتركنا لليأس ولا أن نحبط
استيئسنا يا مولا ي كما استيأس الرسل مع أملنا فيك
ومع أنّه قد عَمّ البلاء فلنا فيك ربنا الرجاء .فأنت نعم المولى ونعم المجير.
أنجز لنا وعدك الحق بدولة خلا فة راشدةيرفع فيها أخونا تراب راية العقاب في سماء روما وفوق الفاتيكان.

اللهم قد عمّ البلاء ولنا فيك الر جاء
معالجات مكانكم يا أصحاب المناصب


في بلد ممن بارك الله حوله وابتلاه بحكام عملاء فجره، ذهبت لمخفر العسس والشرطة لأحصل منهم على فرمان يشهد بنظافة ومواطنة مرضي عنها، أخبرني السيد رئيس الدائرة الذي طلب الفرمان أن بالمخفر جهاز تكنولوجيا به كلب معدني يشمك فيعرف خلال لمح البصر وبأقل من دقيقة واحدة على أبعد تحديد إن كنت مجرما عدو السلطان وسلطته أم سارق أم مجرم فار أم أنهيت المحكومية أم أنك نظيف من كلّ هذا وذاك، ولثقتي بنظافتي وطهارتي ذهبت لمخفر صاحب الشرطة، أمهلني الشرطي أيام خمسة أراجعه فيها، وعندما أعلمته بأن السيد رئيس الدائرة أخبرني أنّ الأمر لا يحتاج سوى ضغطة على زر الجهاز التكنولوجي لديكم، ابتسم وأخبرني بصدق ما أخبروني به، ولكن أنا أطبق أوامر العميد...... ولا فرق عندي إن قال عميد أم عنيد أم معيد أم رعديد... سامحوني لجهلي بألقاب العار والشنار العسكرية، ألقاب الشرف الكاذب الحاملة مرتبة الرق الحقيقية. فإستئذنته تجاوز هذا لحاجتي العاجلة للفرمان، فغضب وزمجر مستغربا كيف أطلب منه مخالفة أوامر الباشا المدير !!!. وسرحت بعيدا لخطوط التماس في عالمنا القريب والبعيد، خطوط التماس بين المغلوبين على أمرهم وبين الحكام الأذلة وغيرهم من الراقصين على جراحنا وسبب مصائبنا وآهاتنا.... ذهبت قريبا وبعيدا لمعابر الحدود ولمدير الجوازات بها، وللدوائر والوزارات في دولة المتخم بالأوحال من أسفل الجسم إلى الرأس إلى القمة، فهالني ما رأيت، فتوجهت في سرحاني للباشا رئيس مجلس الأمناء ولقاضي الحسبة ولشيخ العشيرة وشاهبندر التجار ورئيس البلدية وإلى طبيب المارستان ونقيب الجمعية وأمين سر حزب الأغلبية وقائد حزب الأقلية، ولصاحب المكس وذاك القتّات الذي حُرِّمَت عليه الجنة، وكذا قائد الهيئة الأممية فرأيت العجب العجاب فكلهم في الهم سواء وجميعهم منَ الكاتمين على أنفاس العباد... فتذكرت قوله تعالى وهو أصدق القائلين:﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ا الفتح – 23 وقول الفاروق عمر : ( والله لو عثرت دابة في العراق لسُئلت عنها يوم القيامة يا عمر )، ويبكي ويردف : ( ألا ليت أمّ عمر لم تلد عمر ).ومن مفهوم الآية الشريفة الذي فهمه الفاروق عمر حيث رد على من أنتهر القائل للخليفة ( أتقي الله يا عمر ) قائلا: ( دعهُ فلا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها ونعمل بها ) نرى أنه يُحظر على من ولي من الأمر شيئاً من أمور المسلمين معاملة رعيته بفوقية وتعالي أو بفظاظة وتكبر واختيال وتغطرس مهما كانت الحالات، لأنّ ذلك أكثر ما يباعد بين ولاة الأمر وبين من استخلفوا عليهم ويخلخل الثقة والود بينهم، لا بل قد يفضي للعداوة والبغضاء ، ويبعد التعاون المنتج ويشكل حائلا أمام المصارحة المطلوبة المنتجة للتعاون. وقد يحول المسئول إلى شخص مرعب مرهوب الجانب، في حين أن المفروض أنه أخ وراعٍ ومقوم، مما يعيق العمل ويحرفه عن اتجاهه الصحيح.وهذا نداء من رب العالمين المنتقم الجبار شديد العقاب موجه لكل مسؤول تولى مسؤولية مهما كانت، ولكل مسؤول اختاره الناس، ولكل مسؤول فرض نفسه عنوة وتسلطا على الناس، كالمسؤولية في الحياة العامة،وإمارة السفر، والإدارة التجارية، ومسئولي الدوائر الحكومية... ألخ وأهم المسئوليات وأخطرها المسئولية في المناصب الحكومية،وكذلك المسئولية في الأحزاب والتكتلات السياسية.وفيها _ أي الأحزاب والتكتلات والتنظيمات السياسية _ أرى في مثل تلك الحالة أحد مقاصد ما ورد في كتاب " التكتل الحزبي " بالخطر الطبقي الذي يتسرب إلى رجال الحزب لا الأمة. إنّ المفروض في تولي المناصب العامة عند المسلمين – خاصة الحاكم المسلم وحملة الدعوة في غياب الحاكم المسلم - أنّها خدمة يُراد فيها ثواب الله ونيل رضاه، وأنّ توليه المنصب ما كان إلا لتسيير الأمور بحسب أوامر الله ونواهيه. ومن ينظر للأمر من هذه الزاوية يرضي الله ويُريح ويستريح، وخلاف ذلك يضل ويشقى، مُتعساً نفسه والآخرين. والنفس البشرية تخضع في أحيان متعددة لنقيصة حب التسلط الناجمة عن جنون العظمة وهوس الشهرة ، فمن ولي الإمارة أو الريادة أو القيادة قد يظن في نفسه أنه بتوليه الأمر أنه قد تولاه لأنّ غيره ليس أهلاً لذلك وأنّه فريد عصره وزمانه ، وأنّه أقدر الناس على الإمارة والريادة والرئاسة، فيصيبه الغرور الموصل لأقصى درجات جنون العظمة، وما درى المسكين أنه ربما قد ولي الأمر لعزوف بعض أهل التقوى عن تولي المناصب. فيجمع به الغرور للتعالي والتطاول على إخوانه ممن ولي أمرهم فكتم أنفاسهم وشلّ حركتهم متباهياً مختالاً فيضل ويطغى، ويساعده في ذلك جمع من من مرضى النفوس من أصحاب المصالح الخاصة يزينون له سوء عمله نفاقا وتزلفا للنفاذ عن طريقها لتحقيق مصالح آنية خاصة، فيجمح به الغرور فيضل ويطغى، وقد شاهدنا ذلك بكل سفور فيمن ابتليت به أمّة الاسلام من حكام الردة وبطانتهم. وصاحب المنصب الذي يصيبه الكبر والغرور فيجمح ويتعالى ولا يتقي الله في ادارة شئون من ولي أمرهم ناسياً أو متناسياً أنّ الأصل في المسلم التواضع لله أولاً، وأنّ يتذكر دوماً أنّ الله سائله عما استرعاه، هو أتعس الناس يوم القيامة حيث يقف أمام الله لا حجة له. فمكانكم يا أصحاب المناصب اتقوا الله ولا تخالفوا أمره .فمكانكم يا أصحاب المناصب اتقو ا الله فيمن استخلفتم عليهم.مكانكم يا أصحاب المناصب على اختلاف مواقعكم ومسئولياتكم، اياكم والكبر والغرور، والتعالي على من وليتم أمرهم، وتذكروا دائماً أنهم أخوتكم وأصحاب الحقوق عليكم، ابتلاهم الله بكم، وابتلاكم بهم، فكونوا كما أمر الله تعالى أشداء على الكفار رحماء بينكم وامتثلوا لقوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. ﴾ الشعراء 215. ولقوله تعالى:﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ . ﴾ الحجر 88- 89وللبحث بقية على حلقات مسلسلة إن شاء الله، منتظرا تفاعل الأخوة النقاد مع الموضوع.

.http://groups.yahoo.com/group/TALEB_AWAD_A...yguid=253181815

السبت، 15 أغسطس 2009

التعليقات

بامكانكم الان اضافة تعليقاتكم في المدونة

لماذا هذه المدونة ؟

لماذا هذه المدونة ؟

إنه وإن كانت الأمة الإسلامية كلها تدرك فكرياً أنها في واقع سيء وأنها في حاجة إلى قيادة مخلصة واعية وتشعر بذلك، إلا أن هذا إدراك غامض، وشعور مبهم. وهي لا تزال ضحلة التفكير, ضعيفة الإحساس، تسيطر عليها أوشاب مختلطة من الآراء والأفكار، وتستولي عليها مشاعر مختلفة, تكاد تكون متناقضة. فهي في مستوى منخفض فكرياً وشعورياً.
إن تهيئة الأمة تعني تهيئة أفكارها ومشاعرها. وهذا يعني تماماً إثارة ناحية التفكير العميق, ومحاربة السطحية فيها. ويعني أيضاً إثارة مشاعرها، وإرهاف إحساسها، وجعل شوقها لحمل الدعوة الإسلامية أشد من شوقها إلى أي شيء آخر, وجعل الإسلام وحده مركز تنبهها الطبيعي. ويعني أيضاً محاربة عدم المبالاة السائدة فيها, وتحريك الحوادث التي توقظها من نومها وتبعد عنها الخمول. وهذا يوجب جعل ثقافة حزب التحرير هي المستساغة, وهي السائدة في المجتمع, وجعل الثقافة الإسلامية بوجه عام هي وحدها الثقافة التي تستولي على جميع الناس.

إن تهيئة الأمة لحمل الدعوة الإسلامية يعني تماماً تهيئة الأمة للعمل السياسي على أساس الإسلام. وهذا لا يمكن أن يتم ما لم تصبح الأفكار الإسلامية هي السائدة، وما لم يكن الطريق السياسي بالمفهوم الإسلامي واضحاً وسائداً على جميع الأفكار الأخرى، وهذا يوجب على الحزب توضيح هذه الأفكار في ثقافته، وتوضيح الطريق السياسي لا بثقافته فحسب، بل بتطبيق هذه الطريق على الحوادث اليومية التي تحصل في العالم، سواء السياسة العالمية, أو السياسة في البلاد الإسلامية. وهذا يوجب الإسراع في العمل السياسي الذي يتجلى في تبني مصالح الأمة وكشف خطط الاستعمار.

وبناء عليه فمدونتي هذه عملها حمل الدعوة الإسلامية فكرة وطريقة فتنتهج الأسلوب الفكري في نشر الدعوة والتثقيف بالإسلام فليس من أسلوبها انتهاج ما يخالف ذلك أو السير بطريق لا يوصل لذلك ، فليس من عملها نشر المواضيع الغير فكرية أو المواضيع الغير جادة ولا التي لا تنتج تثقيفا هادفا من مثل المواضيع العلمية أو الفكاهية ولا تنشر القصص والحوادث الشخصية والمشاكل الآنية ولا الأناشيد والأغاني ولا أي عمل غير منتج تثقيف وحمل دعوة ولا أي موضوع فكري أو سياسي ، كما سيكون من الأبحاث الهامة بها بين الجين والآخرانطلاق مسيرة حزب التحرير
منتظرا تواصلكم وتعليقاتكم فأهلا وسهلا.

محاورة

محاورة مع:

بسم الله الرحمن الرحيم
1= هلا عرفتنا بداية على نفسك
. طالب عوض الله ، من مواليد أكناف بيت المقدس في سنوات الأربعين من القرن المنصرم.
2= في أي عام كان التحاقك / انضمامك لحزب التحرير ؟
لا استطيع تحديد تاريخ معين لذلك ، فقد تحكم في هذا عوامل عدة أدت لمزيد الضبابية والتشابك ، بداية كنت قريباً من الشيوخ ومن مركز منطلق الأحداث في الخليل، حيث ألتحق المرحوم والدي بالدعوة مبكراُ أي قي الأيام الأولى من انطلاقها سنة 1953، ولصداقات متينة بينه وبين عدد من الشيوخ الأوائل، فقد كان محلنا ومنزلنا من مراكز اجتماعات وتواجد الشيخ أبو يوسف رحمه الله، وكنت أحضر بهذه الصفة جميع الحلقات التي تعقد في البيت وعلى معظم اجتماعات والدي بالشيخ وللضيوف والزوار من خارج البلد، لذا فقد كنت في عرين الأسد أصلاً رغم صغر سني حيث كان ( 11 ) عام. وتوالي الأحداث ثبت من ذلك ، حيث سجنت مع أعلام الدعوة عام 1958 وعام 1960 .
3-= كيف كانت الأجواء العامة في تلك الفترة.
الواقع أنّ الأجواء العامة لم تكن مهيأة لتقبل فكرة قيام أو الانضمام لحزب التحرير، حيث كانت سياسة التجهيل قائمة وسياسة تحصين النفوس لرفض قبول فكرة قيام حزب سياسي يعمل للخلافة مؤصلة بين الناس، وكان المشايخ رأس الحربة في ذلك، حيث كان لهم مكانة الاحترام الذي يصل أحيانا للتقديس بين الناس، وكان الجهل متفشيا لغاية أن دليل أي عمل كان صاحب الزي الكهنوتي الدليل الشرعي، وكان العامة من الناس يرددون مصطلح ( مشيخة ) في النقاشات وحين الاتيان بحكم ما’، وقد وقف غالبية المشايخ في وجه الدعوة وتسفيه فكرة اقامة الدولة في الوقت الذي كان لأقوالهم القدسية والاحترام من الناس، لذا فكانت الدعوة للحزب ولفكرته الأولى وهي اقامة الدولة تقابل بالاستهجان والاستغراب وعدم القبول وأحياناً الهزء والاستنكار.
4= كيف تصف لنا بدايات عمل حزب التحرير بعد إنشائه .
بداية حاول الشيخ أبو إبراهيم رحمه الله كسب الفعاليات المؤثرة في المجتمع، فركز في الخليل مثلا على المرحوم داوود عبد العفو سنقرط رئيس حزب البعث بالبلد، وفي القدس على عارف العارف بلا أي تجاوب منهم أو من غيرهم، ومع أنه نجح في التأثير على جم المفكرين من أصحاب التأثير من أمثال: نمر المصري، داوود حمدان، الشيخ عبد القديم، هاشم أبو عمارة ، محمد موسى عبد الهادي ، الشيخ أحمد الداعور ، غانم عبده ، اسعد بيوض، الشيخ رجب بيوض ، الشيخ عبد الحي عرفه، الأٍستاذ عبد القادر زلوم، الشيخ عزا لدين الخطيب، الشيخ فارس إدريس...... إلا أنه حتى هؤلاء لم يثبتوا جميعاًَ في حمل الدعوة فاستمر منهم أناس وغادر على مراحل آخرين.
ولأن الشيوخ رحمهم لم يحصروا جهودهم في كسب المشاهير من المشايخ وأصحاب التأثير، بل كانت جهودهم موزعة بينهم وبين كسب أي من الأمة مهما كانت ثقافته ومهما كان موقعه، فكان كسبهم من عامة الناس أكبر من كسبهم من أصحاب التأثير، فأحدث أولئك ضجة في المجتمع قوبلت بالصد والسخرية والمقاومة من معظم شرائح المجتمع وخاصة أصحاب التأثير، وأنطلق هؤلاء البسطاء منهم والأميين وطلبة المدارس والتجار والمعلمين وقليل من المشايخ متضامنين سوية لنشر الدعوة واستغلال كل مناسبة وتجمع لذلك، فأحدثوا واقعاً جديداً بين الأمة، كان من أبرز نتائجة كسر تفرد المشايخ بمعرفة وتعليم الناس أحكام الدين، وقد ساعد على ذلك مهاجمة الشيخ عبد القديم في خطبه فكرة حصر الدين في رجال معينين بزي كهنوتي مميز، كما ساعد أيضاً قوة بيان أفراد الحزب أثناء نقاشهم المشايخ، وضعف ما لدى المشايخ من معلومات كان يثيرها أفراد الحزب الأميين والبسطاء.
ومع كل هذا فكانت امكانية تقبل الناس لمفهوم الدولة ونظام الحكم واستئناف الحياة الاسلامية غير متوقعة التجاوب معها، بل شبه مرفوضه، ويعتبرها قسم من الناس من قبيل الهوس والتخريف، وعلى أهون الأحوال نحو من كوابيس الأحلام وأضغاثها، وساعد في ذلك حملة المشايخ قسم منهم من المأجورين، وقسم آخر من الموتورين، يساندها حملة شرسة من جماعة الاخوان المسلمين. لذا فقد كان حمل الدعوة من أشق الأعمال على الاطلاق، لذا ما أن رأينا تساقط قسم كبير من الأعضاء في بداية الطريق.
5= من عاصرت من في تلك الفترة من رجاله؟ وكيف كان تأثيرهم في محيطهم ؟
سماحة الشيخ تقي الدين النبهاني، نمر المصري، داوود حمدان، فارس ادريس، توفيق أبوخلف، وكان مركز عمل هؤلاء مدينة القدس، وكان كلهم ينظر لهم في المجتمع كأشخاص بالاحترام والتبجيل، وبالربط مع البند السابق فقد كان التأثير ضعيفاً، رغم أنه قد تم العمل بتركيز على انضاج من تم كسبه بحيث تم انتاج قادة وسياسيين ومفكرين من هؤلاء الذين بفضلهم وبفضل ثباتهم واخلاصهم نقطف الآن ثمرات جهودهم.
وعاصرت وتثقفت وتعلمت أيضاً على يد سماحة الشيخ عبد القديم زلوم وصاحبه ورفيقه الشيخ أسعد بيوض، والشيخ عزالدين الخطيب، والشيخ أحمد الداعور، وغانم عبده، ومحمد موسى عبد الهادي، والشيخ عبد السميع المصري الرفاعي، والشاعر أمين شنار، ونطام حسين، والحاج ناصر الشرباتي، وابراهيم ويعقوب ومحمد شاكر الشرباتي، والحاج خالد أحمرو، والحاج عبد القادر زلوم. وكل منهم كان أمة متمثلة بشخص، وكانوا شعلة نشاط وخلية عمل أثمرت عن جيل من مشاهير حملة الدعوة وقفوا بجانبهم وأشعلوها حرباً طاحنة على التقاليد والأعراف والمفاهيم المغلوطة بكل سفور وجرأة كان من مشاهيرهم : الحاج صالح المحتسب، خليل زياده ، أمين الهنيني، يعقوب الهنيني، ابراهيم ابوغزاله، الشيخ ربيع الأشهب ، الحاج أحمد مسك، عبد الرحيم جلال، الاستاذ مصطفى محمود الجعبري، سمير الجعبري، حمدي عبد المنعم الشرباتي، عمر ابراهيم ادريس، صبري العاروري، علي اسماعيل عبد المعطي، عبد المنعم أبو خلف، عوني مصطفى ابوخلف، الشيخ وجيه الخطيب، الحاج خالد الخطيب، الأستاذ عيد حامد بدر، محمد بدوي النتشه – الشاعر – بدوي الشرباتي، سلمي برهم ، يعقوب أبو ارميله، عبد القادر ابو زاكيه، محمد رضوان، محمد البدرساوي، الأستاذ عبد الرحيم المحتسب.0........ أحمد بياعه – أبو عوني – يوسف السباتين – ابو العز، حيث نفي من عقبة جبر للخليل.
6= كيف تصف لنا نظرة الناس في المحيط الذي وُلد فيه الحزب حزب التحرير الى هذا الحزب ؟ بمعنى آخر: كيف كان وقع انشائه على الناس في محيطه ؟
لقد كانت نظرة الناس لأعلام الحزب نظرة تكبير واحترام، فقد كان الشيخ تقي الدين في قمة الاحترام كعالم علامة لا يشق له غبار، وكمعلم زاول التعليم فكان نموذجاً في قمة الاحترام، ويشابهه في نظرة الاحترام بين الناس جميع أعلام الدعوة الأوائل من مثل الشيخ الداعور والشيخ عبد القديم . الا أن ذلك لم يكن كافياً عند غالبية الناس لتقبل فكرة خيالية وتحلم بالمستحيل تحققه، فكان الاستهجان والتعجب هو ما قوبلت به الدعوة، والهجوم المباشر عليه بالتسفيه والتكذيب من قبل أصحاب المصالح التي هددها انشاء الحزب من مثل : الدولة وأجهزتها، المشايخ وأتباعهم والظلاميين الدهماء ، الاخوان المسلمين ، الأحزاب اليسارية وخاصة الحزب الشيوعي وحزب البعث.... ثم تبعهم وتابعهم وحالفهم بعد ذلك الحزب القومي السوري والقوميون العرب واتباع عبد الناصر، ورغم العداء المتأصل بين كافة الأطراف المشار اليها، الا أنه قد قام بينهم جميعاً تحالف شيطاني لمقاومة انتشار حزب التحرير.
وبرغم المقاومة الشرسة للحزب وأفكاره فقد تمكن الحزب من كسب ثلة من الأتقياء لصفوفهم من كافة ألوان الطيف في المدجتمع وفي تكتل سياسي ايماني فريد لم يشهد له التاريخ مثيل أنتظم الشيخ والقاضي والمجتهد والمفتي والمعلم والتلميذ والاسكافي والفران والفكهاني والطبيب والمهندس وشيخ القبيلة والقصاب والفراء وسائق الشاحنة والخياط والحلاق والنداف، كلهم يحمل الدعوة ويعلمها للناس ويناقش الناس بها .
7= هل بالامكان أن تضعنا والمستمعين في صورة الصعاب والعراقيل التي كانت تواجه الجيل الأول من شباب حزب التحرير وقادته ؟
أول الصعاب كانت الحملة البوليسية الشرسة على أعضاء الحزب ، ومنها السجن حتى اعلان البراءة من الحزب، والسجن لمن يوزع أو يحوز نشره أو كتاب من كتب الحزب، ومداهمة الشرطة لمراكز اجتماعات شباب الحزب وسجنهم لذلك. ورافق ذلك نفي اشخاص من بلدانهم لبلاد أخرى، من مثل نفي المرحوم يوسف السباتين من عقبة جبر للخليل، ونفي الأستاذ الحاج عبد القادر زلوم من الخليل ألى عنجرة ( قضاء عجلون ) والطرد من الوظيفة أو نقل مركز الوظيفة لأماكن نائية.
وثانيها حمة التجهيل وتسفية افكار الدعوة وخاصة ما يختص باقامة الدولة من قبل أعوان السلطة والأحزاب الكافرة، واستغلال المشايخ والاخوان المسلمين لذلك. وحملات الهمس والاشاعات بأفكار منكرة ونسبتها للحزب بين الناس من مثل : الجهاد ، الفدائيين ..... ألخ، وكذلك تعلق الناس ومشاعرهم مع رموز يسفهها الحزب مما أثر سلبياً على تعاطف الناس معه، وأبرز ما برز ذلك في محنة جمال عبد الناصر والفدائيين العاملمون في سيناء سنوات نهاية الخمسينات.
وثالثها عدم تعود الناس لمبدأ الجدية والتعمق بالتفكير والعمل السياسي، ومهاجمة معظم الحركات للعمل السياسي واعتبار مزاولة السياسة من نواقص الأعمال. وبالاضافة لعدم تقبل الناس لفكرة العمل السياسي ولفكرة الانتظام في تكتل بقصد التغيير ، وعدم التعود على عمق التفكير والاعمال الحزبية الجادة.
8= هذه العراقيل والصعوبات هل تعامل معها شباب حزب التحرير في ذلك الحين بشكل يجعلك تقول بأنه تغلب عليها وتخطاها؟
الواقع في هذه المسألة بالذات فأنا أستحضر مثل ( رب ضارة نافعة ) ففي يداية بروز الحزب استهوت فكرته العشرات بل المئات من الناس من مشايخ واناس عاديين دخلوا في الحزب وبعضهم بنشاط وافر، ولكن الحقيقة أم قسماً كبيراً من هؤلاء كان دخوله بهوس الدخول في أمر جديد ولافت للنظر، وبعضهم ليتخذه سلم للوصول للشهرة والمناصب، والبعض للمباهاة....... أي أنه كان قسم من الأعضاء بمثابة حمل كاذب يعيق الحركة والنشاط لا بد من التخلص له، فكانت الاعتقالات والسجون والملاحقات البوليسية سبباً كافياً للتخلص ممن أتى للعضوية للمنفعة والشهرة، وذهب معهم من أراد الدعوة سلماً للوصول للمناصب حين تحقق له أنه سلم للوصول للسجن وقطع الأرزاق، وقسم ملّ صعوبة المسير وطول مدة المسيرة.
أما أصعب العراقيل والتي حصدت ما حصدت من أعضاء الحزب وأوقفت نشاطه لا بل رجعت به خطوات للخلف، فهي أزمة التمسك بالمبدأ وخسران الأمة نتيجة ذلك، وأكثر ما ظهرت هذه في محنة عبد الناصر حيث خسر الحزب بسببها أكثر من ثلثي أعضاءه علاوة على تجمد مسيرته لعشرات السنين.
وأرى أن شباب الحزب وقيادته بالذات قد تعاملت مع تلك العراقيل بكامل الوعي، فكان من نتائج ذلك تخطي الأزمات بخسائر تكاد تكون قاتلة في زمنها، الا أن من أبرز نتائجها الايجابية هي التخلص من الحمل الكاذب بحيث لم يبق بالدعوة الا من كان جنسها حقاً وحقيقةً. وربما كانت النتائج من الخسائر المريرة في وقتها اني عانا منه الشباب المعاناة البالغة، الا أن تلك الأزمات وما نجم عنها من خسائر وآثار وقتها، فقد كان لها الأثر الأكبر في تثبيت الدعوة، وتثبيتها على أرضية راسخة لا تتزعزع، وما أظن كل تلك الأمجاد التي نحصد ثمارها الآن ما هي الا نتائج أكيدة للمواقف التي قابل بها أعضاء الحزب لتلك الفترة.
9-= لا شك أن في محيط كل واحد منا : في اسرته، في عمله، في علاقاته مع الناس، يوجد أفراد من من تنظيمات مختلفة ومتنوعة.هل كان هناك تميز وتمايز للحزب وشبابه في مثل تلك الأجواء؟
الواقع أنّه في أغلب الحالات الا ما ندر يكون تميز السياسي صاحب الفكر الثاقب على غيره ممن كان من البلاهة أو السطحية من أصحاب التفكير الضحل، ولا أتصور ألا في الحالات النادرة سيكون التميز في أي مكان الا لشباب الحزب. والناس وحتى التافهين منهم ينظرون بكل التقدير والاحترام لصاحب الرأي السديد وصاحب المواقف الرجولية، وحتى من ينافس الحزب ويعاديه في أغلب الأحيان لا بد له أن ينحني إجلالا واحتراماً لصاحب المواقف، ومع أنّ هذا هو الغالب والمشاهد في معظم الحالات، الا أنّ ذلك لا يعني خلو المجتمع من المكابرين والسفهاء والحاقدين ومن ينطبق عليهم مقولة ( عنزة وان طارت )*
10= لو انتقلنا من فترة بدايات حزب التحرير ونشأته إلى يومنا هذا، كيف ترى تواجد الحزب وتأثيره ؟
( محلياً وأقليمياً وعالمياً )
مما لا شك فيه أنه رغم محاولات الدول القائمة في مجال الحزب ومخابرات الدول الكافرة للقضاء على حزب التحرير، ورغم تكاتف قوى عدة للنيل منه وتشويه سمعته ومحاولة النيل منه، الا أنّ كل تلك المحاولات قد باءت بالفشل الذريع ، لا بل زادت من تصميم قيادة وشيوخ وشباب حزب التحرير على العمل الجاد على ابراز فكرة الحزب ومحاولة التفاعل بها في المجتمع لإحداث الوعي العام في الأمة مما ينجم عنه رأي عام واجماع على المطالبة بأهداف الحزب والعمل الجاد لتحققها في المجتمع، وقد دأب الحزب في مسيرته الشاقة على تذليل الصعاب وتحطيم الصخور التي تعيق السير. فضرب العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بعد ان ضرب قداسة وتفرد المشايخ، وبعد أن أثبت للناس كافة فساد الحركات الوطنية والقومية وفساد الاشتراكية والديمقراطية والأحزاب التي تنادي بفكرها، وضحالة دعوات الترقيع والإصلاح الفردية والخلقية. وبعد أن كشف للناس كافة عمالة كافة حكام المسلمين ومنهم حكام العرب، وعهر الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي.
وفي محاولات الحزب كشف خطط الاستعمار وتبني مصالح الأمة فقد تبوأ الحزب مكان الصدارة في صدق تحاليله السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ومن التحاليل التي أكسبته المصداقية الحقيقية بين الناس كشفه لمؤامرة ضرب الوحدة بين مصر وسوريا وكشفه مؤامرة تسليم الضفة الغربية، واصراره حتى النهاية على عمالة جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو للأمريكان، وعمالة منظمة التحرير الفلسطينية.... كل ذلك أكسبه ثفة الأمة واعطاه امكانية التأثير بصورة أو أخرى على الرأي العام.
11= هل في رأيك أيك أن الحزب في رأيك قد ارتقى إلى مستوى يخاطب فيه الناس على اختلاف شرائحهم وثقافاتهم وحتى أفكارهم ومبادئهم ؟
لا شك أنّ الحزب قد تحول من حزب محلي إلى اقليمي ومن ثمّ فقد وصل لمركز الحزب العالمي، بعد أن أصبح المنتسبون اليه في كل بقاع العالم وتخطى الحزب مرتبة دول المجال والعمل بها حتى شملت عضويته دول القارات الخمس، وظهر نشاطه الفاعل حتى في عواصوم الدول الأوروبية وولايات الولايات المتحدة ، هذا بالاضافة لكافة الدول القائمة في العالم الاسلامي، علاوة على الانتشار الواسع في دول مناطق الاتحاد السوفييتي السابق وبالأخص دول وادي فرغال، لذا فالحزب مهيأ بالتأكيد لأنّ يخاطب الناس كافة على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ، وهو بالتأكيد يحظى بالاحترام الكامل عند كافة الشرائح بعد أن أثبت وجوده ومصداقيته، وان يُعمل ويُخطط بجد في دوائر الاستخبارات الصليبية للحيلولة بين الحزب وبين الوصول لتلك النتيجة المحتومة.
12= ضعنا لو تكرمت في صورة تواجد حزب التحرير وأثره في فلسطين، وهل هناك ما يدل على أن له تواجد وتأثير في ظل الصراعات الفكرية والسياسية الحالية.
ان الخارطة السياسية الحالية في فلسطين تنحصر في مخلفات عناصر المنظمات الفلسطينية العاملة ضمن السلطة الفلسطينية والخارجة عن عباءتها، وتلك المنظمات لم يبقى لها ما تقدمه لأهل فلسطسين بعد أن انكشف عوار تنظيماتهم وخلوها من أي أفكار تقدمها للناس بعد أن تخلت المنظمة وشركائها عن الثوابت التي تغنوا بالنضال والكفاح لتحققها، وتيقن الناس كافة أن كل تلك التنظيمات ما كانت سوى اناس فاسدين تكتلوا على فساد وافساد، وكانت قمة فسادهم وافسادهم التحول لعملاء لليهود واجراء أذ لاء لليهود وغيرهم من الدول الصليبية، وبذلك خرجوا من دائرة الصراع الفكري بعد أن أفلسوا حفقيقة من الادعاء بتبنيهم أي فكر سوى عمالتهم السافرة، وقد أثبتت أحداث انتخابات مجلس الضرار التشريعي الفلسطيني عن نبذ الأمة لهم وصفعهم لهم بالنتائج المخزية في الانتخابات.
وفي تجربة تبني مخاطبة الأمة بعدم الانجرار وراء أكذوبة الديموقراطية في الانتخابات الفلسطينية ثبت للقاصي والداني تأثير الحزب الفعال في المجال الفكري والسياسي، رغم المجهود الجبار الذي قامت به حركة حماس لإضعاف تأثير حزب التحرير في رسم الخارطة الفكرية والسياسية في فلسطين ، وكانت النتائج الحقيقية تثبت تواجد وتأتير الحزب في الصراعات الفكرية والسياسية الحاليه، وقد زاد من امكانات التأثير المستقبلي الأخطاء القاتلة والمخالفات الشرعية لحركة حماس والتي نبه لها الحزب خلال المعركة الانتخابية ونصح الأمة كافة وحذرها منها وتحقق ما حذر الحزب منه بعد نجاح حماس في انتخابات مجلس الضرار التشريعي وحصولها على معظم المقاعد وتسلمها الحكم في فلسطين، وتخليها عن كل الثوابت بعد استلامها الحكومة والعجز البين في تحقيقهم أي أمر كان سوى الجلوس على المقاعد الوثيرة.